يمكنكم الدخول على هذا الرابط لمشاهدة الفيلم كاملاً
http://megashare.info/watch-life-of-pi-online-TmpFeE5RPT0
http://megashare.info/watch-life-of-pi-online-TmpFeE5RPT0
Life of
Pi
"فيلم
حياة باى"
إنتاج 2012
عن رواية " حياة باى " للكاتب
الكندى " يان مرتيل" النسخة الأولى أصدرت فى سبتمبر 2001
سيناريو: ديفيد ماجى
إخراج: أنج لى
" حصد هذا الفيلم العديد من الجوائز عام
2013"
" 1 "
تدور أحداث الفيلم حول رجل هندى يدعى " باى" يحكى
مأساته
لأحد كتاب الرواية، هذه المأساة تتلخص فى غرق
السفينة اليابانية الصنع التى كانت تحمله هو وأسرته ، يتمثل رأسمالهم فى مجموعة من
الحيوانات، وضع أبيه كل ما يملك فى الحصول عليها فلقد نجح فى إنشاء حديقة حيوان
بالهند أقامها على جزء من حديقة عامة مملوكة للدولة، ولكن وفقاً للتهديد بوقف
المساعدات من الحكومة الهندية، جاء قرار الأب بالهجرة إلى كندا، وهناك سيبيع
الحيوانات ويبدأ حياة جديدة مع أسرته، ولكن فى منطقة مائية تعد من أعمق مناطق
المحيط ، تهب العاصفة وتهيج أمواج المحيط لتغرق السفينة، وينجو من واقعة الغرق
كلاً من بطلى الفيلم "باى"، والنمر، وثلاثة حيوانات من السفينة وهم قرد،
وحمار وحشى، وضبع، وبعد ركوبهم قارب النجاة يبدأون رحلة جديدة فى عالم المحيط وهو
عالم ليس له أى علاقة بعالمهم الأرضى الثابت، هنا ينجح الفيلم فى تصعيد وتجسيد حالة الصراع بين الأنا والآخر
بل وتجريده، ليتحقق بين أربعة كائنات مختلفة ( إنسان، وقرد، وضبع، وحمار ، ونمر)،
هذه الحالة التى بدأ بها أقوى حالة صراع داخل الفيلم
ولكن بما هو متعارف عليه، صراع الحضارات، وصراع الأديان، بل وصراع الأنا مع ذاته،
فنبدأ بأسم بطل الفيلم وهو "باى"، وهو يعنى (الرمز المستعمل من قبل علماء الرياضيات من أجل
تمثيل النسبة بين محيط الدائرة وقطرها هو الحرف الإغريقي {\pi} و يُقرأ هذا الحرف باي)، ولكى يؤكد مخرج
العمل على قصدية استخدامه، جعل " باى " يقوم بشرح أسمه فى فصله الدراسى
أمام المعلم وباقى زملائه من الطلبة، فالمفهوم الرياضى للأسم يعد عنصراً أساسياً
فى مفهوم الكارما، وهو المصطلح الذى أفتتح به الفيلم ، فبعد استعراض لحيوانات
الحديقة، جاء تعليق بطل الفيلم على هروب السحلية متضمنا مصطلح " كارما
"، وهو مصطلح شائع في الديانات الهندية (الهندوسية والجينية السيخية والبوذية)،
وهى تعنى دائرة الحياة بما تحمله من أفعال يقوم بها الكائن الحى خيِّرا كان أو شّرا،
وأياً كان مصدرها، فعل، قول أو مجرد فكرة، لا بد أن تترتب عنه عواقب، طالما حدثت
بإرادة واعية. وتأخذ هذه العواقب شكل النبات، وبمجرد أن تنضج ثمارها تسقط على صاحبها،
وهنا يأتى الجزاء من جنس عمله . قد تطول أو تقصر المدة التي تتطلبها عملية نضوج الثمار
(أو عواقب الأعمال)، ولا ترتبط فقط بفترة حياة الإنسان، بل تستمر بعد موته، فيتحتم
على صاحبها الانبعاث مرة أخرى لينال الجزاء الذي يستحقه،
تبدأ قصة باى بفترة الطفولة وتعليمه السباحة
على يد مدرب يدعى فرانسيس ويطلق عليه باى أسم " ماما جى" وهى كلمة تعنى
" عم " باللغتين الهندية، والأردية، هذا العم هو الذى أوحى لوالد باى
بتسميته (بيسين موليتور باتيل)، على أسم أحد المسابح فى فرنسا، والذى يتميز بنقاء
وشفافية مياهه، ولسوء حظ باى كانت كلمة "بيسين" الفرنسية والتى تعنى
مسبح، تقترب كثيراً من لفظ " بيسيج" وهى كلمة هندية تعنى مرحاض قذر،
وبسبب ذلك عانى باى من سخرية زملائه والتهكم عليه، فكان هذا الاشتباك الطفولى بين
أنا "باى" والاخر المتمثل فى زملائه دافعاً ليقوم بالبحث واختيار أول
حرفين من إسمه ليشكل بهما اسماً جديداً له بإرادته، وتأتى مرحلة فرض الأسم الجديد "
باى " على الأخر، حتى يتقبله بسبب إيمان باى باسمه الجديد وإرادته القوية فى
تصديره للآخرين، ,وجاء الفيلم بعد ذلك مقدماً حالة الاشتباك
بين الاديان فى إطار الصراع بين الانا والآخر ليُحمل شخصية الفيلم مالا تستطيع
تحملها، فيجعل باى فى هذا العمر مؤمناً باديان ثلاثة وهم المسيحية والإسلام والهندوسية، مع الحفاظ على
روح الفلسفة الهندوسية فى إدراكه لقدسية العناصر والطبيعة، ووجود روح الذات الكلى
فى الكون المحيط به،
و يبدأ باى فى مرحلة تطبيقية لما يدركه من
معلومات روحية ودينية، فياتى مشهد النمر ومحاولته إطعامه، يضبطه أبيه وهو يفعل ذلك
ويوبخه، ثم ياتى بجدى يضعه أمام سياج النمر، وفى مشهد ساذج ينقض النمر على الجدى،
ويجذبه فى لحظة واحدة لنجده بين فكيه وهو يجره إلى غرفته، وبين علامات الفيلم
المباشرة نجد باى متكئاً على سريره يقرأ أحد كتب " ديستويفسكى" ثم يأتى
أثناء ذلك الإعلان الحكومى بحالة الطوارىء، وكأنه يقرب إلى المتفرج روح ديستويفسكى
فى الجريمة والعقاب، أو الإخوة كارامازوف، وهنا يأتى قرار الأب بالهجرة إلى كندا،
خوفاً من وقف المساعدات الحكومية لحديقته وخاصة أنه لا يملك الأرض التى أقام عليها
الحديقة، وفى حوار مختصر يحاول فيه الأب إقناع ولده "باى" بقرار الإبحار
إلى كندا، قائلاً له أنهم سيبحروا مثل "كولومبس"،
وعلى متن السفينة، نجد الممثل الشهير Gérard
Depardieu
جيرارد ديبارديو، - من أواخر اجوره فى عام 2008 ، فلقد
كان أجره عن فيلم "Hello,goodby" 900,000 يورو- يؤدى دور الطاهى، فى مشهد لا يتعدى مدة دقيقتين،
فلربما كان فى مخيلة المخرج أن هذا الممثل الشهير الذى قام بأداء شخصية كريستوفر
كولومبس فى أحد أشهر أفلامه، سيعمق هنا وجوده، رد "باى" على أبيه بأن
كولومبس كان يقصد الهند فى رحلته، فكيف لنا بترك هذا الوطن،وهنا يقوم المخرج
بمحاولة خفية لإحباط أية ميزة لفكرة الهجرة، ليصبح كولومبس هنا طاهياً سىء السلوك،
لا يقبل الآخر ولا فى أبسط احتياجاته، فلقد سخر من عائلة باى كونهم هنود نباتيين
يطعمون القرود بينما هو يطعم البشر، وهنا وقبل انتقال المخرج إلى حالة الحيوانات
داخل السفينة، نجد لقطة لقرد كبير ومعه صغيره تجسد حالة الحب وتظهر اللا معرفة
والجهل لدى الطاهى، أما موقع وجود الحيوانات داخل السفينة فجاء مشهدها غير متناغم مع
وكأنه انتقل إلى سوق لبيع الخضراوات فى مسلسل تليفزيونى، مما يجعل المشهد يبدو
منفصلاً عن تسلسل مشاهد الفيلم،
أحمد رمزى