المكان: بيت عشوائى قديم
الإبن فى الصف السادس الإبتدائى يجلس أمام كتاب القراءة
يتأمل الحروف العربية كأنها طلاسم سحر قديمة....
الأم مصابة بفيروس "سى" ،
حاول الأب الحصول على علاج مجانى ولكنه لم يستطع أن يثبت أنه من الفقراء، والموت أفضل له
من الانكسار أمام أوراق رسمية تثبت فقره،
تقف أمام النافذة
لتنشر الغسيل مسيطراً عليها رغبة شديدة فى التقيؤ،
تنتظر عودة االأب الموظف بالقطاع الخاص، الذى ينتهى راتبه الشهرى بعد ثلاثة ايام من بداية الشهر
هذا الراتب الذى انخفض إلى النصف بسبب التقييم الجديد من صاحب العمل،
قائلا له " مش أنا.... ده الدستور"الأب مصاب أيضاً بعدة حصوات ف
الكلى والمثانة،
والإبنة فى طريق
العودة تجلس فى الميكروباص مرتدية طرحتها "الحجاب" وقميص رجالى ضيق
شفاف، وبنطلون جينز،ملتصقة بمن يجلس بجوارها بسبب ضيق السيارة،
ملحوظة "هذا هو العام الخامس لذكرى آخر "شوبينج" ملابس جديدة،
وأثناء طريق
عودتها لا مفر من التحرش اليومى بالكلمات أو بالإماءات ،
وهى مصابة أيضاً بفيروس سى ولكنها لا تعرف،وأحياناً تُضرب بالعصى على مؤخرتها بحجة أن
الشعب أيضاً له الحق فى الحفاظ على الأخلاق.
الشارع الضيق الممتد أمام البيت مغطى بمياه المجارى،
الأب يصل الآن إلى أول الشارع الضيق الذى يسكن فيه،
يقف ليشترى خبزاً من صبى يجلس على الطريق واضعاً بضاعته "الخبز" على قفص من الجريد
مستقراً على الأرض، ينتهى الأب من شراء الخبز الذى وقع من الصبى عدة مرات أثناء عودته من المخبز..
يكمل الأب سيره بالمجارى... يقف أمام بوابة بيته...
يحرك رأسه لأسفل يمينه لينظر إلى
القطة المصابة بالتسمم والتى تحتضر فى أحد الأركان بجوار البوابة
قط شوارع من فصيلة "ماو" الذى يباع فى أوروبا بسعر يبدأ من600 دولار
...يتحسس
لحيته القصيرة النصف سوداء .... يصعد السلم... يدخل إلى الشقة....
ينظر إلى ابنه
الجالس فى ذهول أمام الحروف العربية....
يسأله "رميت
الزبالة يا ابن الجزمة"........،
الإبن: "طب قول سلامو عليكو"
يتحرك الإبن ليحمل صفيحة الزبالة متوجهاً إلى الجهة الخلفية من البيت حيث يقع مقلب مخلفات
المنطقة،
ويمكنكم النظر من نافذة المطبخ لرؤية أكوام الزبالة
بالخارج،
يخرج الصبى من بوابة البيت وهو يحمل الصفيحة على كتفه ماراً
بالقط المحتضر،
يسقط ذقن القط ليلمس الأرض وهو يتقيأ دماً،
وبأعين ورأس متثاقل ينظر القط إلى الصبى،
تصل الإبنة، تصعد السلم على نغمات "أزأز كابوريا
بضم الباء مع التشديد على الضم"
تدخل البيت تعود الموسيقى الهندية من جديد ،
تخلع حذائها الظاهر على جوانبه أعمال الترميم،
الإبنة:... يا آبه ازيك .... إزيك يا أمه فيه قطة ميتة على
جنب باب البيت ابقو قولو لأبنكم يرميها .... يحسن ما بقاش تايقلى كلمة....
الأم: ... يا بت
اقفلى شباك المطبخ ده يحسن ريحة الزبالة منتنة....
يعود الإبن
ماراً بجثة القطة....(الموسيقى الهندية تزداد بطئاً)...
يجلسان جميعاً على المائدة
الصغيرة"الطبيلة".
.ينظر الإبن إلى طبق الملوخية .. الإبن ... "ايه يا أمه الحاجات
السودا اللى بتعوم ف الملوخية دى"
الأم:.. دى تقليه يا ابنى ..
الإبن.. يا أمه دى صراصير
الأب : اسكت يا
ابن الو... الله يقرفك ..
الإبنه: هاتخلينا نرجع الله يقرفك
يمسك الأب
بالجريدة ويخرج منها كتاب الدستور... ويلقيه على الطبلية بجوار طبق الملوخية....
الكل ينظر فى وقت واحد على الكتاب
الأب..... ده الدستور يا ولاد الكلب يا بهايم..... ابقوا ذاكروه كويس عشان تعرفو حقوقكم
حالة هيستيرية
من الضحك ....
يختفى صوتهم جميعاً وتبقى الصورة ويبقى صوت الموسيقى الهندية
القديمة ....
هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاه......... جامده جدا .......بس لو الفينال يبقي ( الرئيس محمد مرسي مبارك ... اسف العياط ....قدم استقالتة بناءً علي رغبة الشعب بعد تسمم قط الماو المصري الشهير )
ردحذفهههههههههههههه... شكراً أستاذ ضياء ... أنا سعيد جداً انك قرأت المشاركة دى ... ده شرف ليا....
ردحذف